popunder1

اخر الأخبار

صحفي معارض يحدد 15 سببا لمحبة وزير من زمن حسني مبارك






حدد الصحفى المصري محمد الجارحي، 15 سببا لمحبة وزير الاتصالات المصري الأسبق طارق كامل الذي وافته المنية صباح اليوم الخميس، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.


وكتب الجارحي على صفحته على "فيسبوك" ناعيا كامل الذي يعد أبرز وزراء الاتصالات فى تاريخ مصر والذي شغل منصبه ابان حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.



15 سبباً وراء محبة د. طارق كامل وزير الاتصالات الأسبق!

هي في النهاية رحلة، تطول أو تقصر، سيأتي يوم وتنتهي، لكني شخصياً لا أتمنى رحيلاً أفضل من هذا، مظاهرة حب في وداع طارق كامل وزير الاتصالات الأسبق، كل من عرفوه، من اختلفوا معه قبل من عملوا معه، الموظفين قبل المديرين، هذا حب خالص، لا مصلحة فيه ولا رياء، هو في رأيي أفضل وزير اتصالات في تاريخ مصر، يرجع له الفضل الأكبر في بناء قطاع الاتصالات وانتشار الانترنت في مصر، أقول هذا الآن وقلته في مقال سابق منذ 5 أعوام وأنا الذي عارضته مرات ومرات عندما كان وزيراً.

عرفت الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات منذ 13 عاماً تقريباً، أتذكر اللقاء الأول داخل الوزارة، كنت حينها أعمل بجريدة الدستور، نصحه بعض المسئولين أن يبعد هذا الصحفي المشاكس، قالوا له " ما يدخلش الوزارة تاني" لكنه لم يستجب، مرت العلاقة بفصول عدة، بين صحفي يجتهد، ومسئول يحترم الصحافة ويعرف قيمتها، كانت دوماً علاقة مبنية على الحب والاحترام والتقدير.

كان معي رفيق الدرب، محمد مجاهد، الصحفي بالمصري اليوم وصديق العمر وواحد من أفضل وأشطر الصحفيين الذين عملوا بملف الاتصالات، كل انفراد صحفي لأي واحد منا كان يسبب ضجة، لكن رد فعل الوزير المسئول الأول عن القطاع، كان قمة في الاحترام والتقدير.

الصورة التي تجمعنا مع الوزير د.طارق كامل، كانت في زيارة وأجازة قصيرة، كانت هي الأولى للقاهرة منذ 3 سنوات تقريباً بعد رحلة علاج قاسية من السرطان، اختار أن يلتقي حينها عدداً من الأشخاص المعدودين، كنت ومجاهد محظوظان أننا منهم، طلب مني ألا أنشر الصورة حينها، وأنشرها اليوم في وداعه.

تواصلت معه عليه رحمة الله تليفونياً خلال رحلة علاجه في بدايتها في فرنسا، كان يحكي بشجاعة ورضا عن تفاصيل المرض ومراحل العلاج، يحكي عن رحلته بالقطار من سويسرا حيث يقيم ويعمل في الأيكان إلى باريس حيث يتلقى جرعات العلاج، خلال الأشهر الأخيرة كنت أطمئن عليه من صديقنا المشترك م.عصام فتحي، جاره وصديقه.

لكن يبقى السؤال.. لماذا كل هذا الحب في وداع د.طارق كامل؟؟

1- كان خلوقاً جداً، خجولاً جداً، مؤدبأ، لا يمكن أن تضبطه في موقف يُحسب عليه، لا يتفوه بكلمة خارجة.

2- كان يحترم الصغير والكبير، القوي والضعيف، العامل والمدير، لا يقلل من أحد، وشايف الناس كلها ولاد تسعة، يقبل الرأي الآخر حتى وإن فعل عكسه لكنه يستمع بانصات.

3- كان متواضعاً جداً، لم أر فيه نفخة المسئولين الكاذبة، بل يكره المنفوخين والناس الفالصو.

4- كان عنده كاريزما، شخص تقيل، مش خفيف ولا ضعيف الشخصية، عارف امتى يتكلم وامتى يسكت.

5- كان اسف في اللفظ "حمار شغل" بيشتغل طول الوقت، معندهوش وقت يضيعه في تفاهات وكلام فارغ.

6- كان عنده رؤية، وبعد نظر، تقعد معاه تلاقيه فاهم وعارف بيعمل إيه كويس، خطط على المدى البعيد والقريب.

7- كان مقاتلا شرساً وعنيداً في الحق، لا يستسلم بسهولة، يخوض المعارك العادلة بشجاعة ولا ييأس.. ولم يكن ظالماً.. ولم أضبطه يوماً مؤذياً أبداً أبداً.

8- كان متسامحاً متصالحاً مع نفسه، يعفو عند المقدرة، ربما لا ينسى من يؤذيه لكنه لا يرد بالانتقام، بل يصفح ويعفو.

9- كان يعرف قدر الناس وقيمة الناس وينزلهم منازلهم ولا يبخسهم حقهم، يكبرون بجانبه ومعه ولا يتعالى عليهم.

10- كان نظيف اليد، لم يكن فاسداً أبداً ولا يقبل الفساد ولا الإفساد، بيخاف ربنا بجد وضميره صاحي دايماً.

11- كان وطنياً بامتياز، يفعل كل ما في وسعه لأجل رفعة هذا الوطن، يبحث عن مشاريع حقيقية، عن شراكات دولية، عن مكاسب للوطن.

12- كان عالماً ملماً بتفاصيل عمله، وواحداً من نوابغ جيله، ففي مجال الإنترنت مثلاً، استطاع هو ومجموعة من الشباب أن يجلعوه في يد الجميع كما المحمول أيضاً وصعدت معدلات نمو القطاع في عهده إلى أرقام قياسية.

13- كان حراً وعنده كرامه، وأشهد الله أنه عندما حاول مسئول كبير أن يتجاوز في حقه، كرامته لم تسمح ولم يسكت حتى اعتذر له هذا المسئول وفي حضور كل الكبار حينها.

14- كان شخصاً اجتماعياً جداً، على المستوى الشخصي أو العملي، ودا ساعد إن يكون عنده علاقات دولية كبيرة جداً ويحظى بتقدير واحترام من المسئولين عن الاتحاد الدولي للاتصالات والأيكان، وعندما ترك منصبه في مصر، تلقفته الأيكان فأصبح مستشاراً لرئيسها حتى وافته المنيه.

15- كان رجل دولة كما قال عنه الأستاذ جمال غيطاس، وهو واحد من أنبه الصحفيين الذين اختلفوا معه، لكنها كلمة الحق وهو اليوم في دار الحق.

انتصر د.طارق كامل على المرض في جولات عدة، لكنه استسلم في الجولة الأخيرة..تاركاً سيرة ومسيرة عطرة، وتاريخاً لا ينكره أحد.. ختاماً.. أرجوكم تدعوا للدكتور طارق كامل قوي.. واللي يقدر يحضر الجنازة يوم السبت ظهرا بمسجد الحصري في 6 أكتوبر يا ريت.

*** أدعو الدولة إلى تكريم دكتور طارق كامل بإطلاق اسمه على أحد المشاريع الكبيرة المتعلقة بالتكنولوجيا أو في القرية الذكية وتكريم اسمه في أٌقرب حدث كبير عرفاناً وتقديراً لهذا الرجل الوطني المخلص.

ليست هناك تعليقات